الأحد، 18 نوفمبر 2018

لا شيء يعجبني .. وسيم سليمان - مجلة سارة


من #بنات_أفكاري في مجلة #سارة

لا شيء يعجبني..

دخلت قاعة المحاضرة، كعادتي ساخراً، فقد اعتدت في الآونة الأخيرة، تحويل أصعب الظروف إلى مناسبة للسخرية والضحك، جلست بجانب زميلتي، كانت ملامحها حزينة، سألتها عن حالها، أجابت؛ لا أعلم، أنا لا أشعر بشيء!
لم أستغرب، فقد عانيت أنا مراراً من "اللا شعور بشيء" ربما البعض ينتابه هذا "اللا شعور" في أيامنا هذه، لا أعلم، لكنني حاربته على الأقل أمام نفسي، بافتعال السخرية، السخرية من كل شيء، تصرف أزعج البعض أحياناً، لكنه على الأقل يرضيني!
كان من عادتي أنا وصديق لي، المشي في شوارع دمشق، هناك؛ كنا نراقب وجوه الناس وتصرفاتهم، في القهوة والأسواق وعلى أرصفة الطرقات، كنا قادرين أحياناً على التنبؤ بتصرفاتهم، أحياناً كانت عيونهم تتكلم، تعكس واقع البلاد الذي نعيشه، عيون شاردة، وأخرى حائرة، عيون حزينة، بكل عين هناك قصة.
في القهوة يختلف بريق العيون "بشكل مؤقت على الأقل"، كنا نرى مزيجاً من الممثلين، هناك الذي يمثل بأنه شخصية مهمة، والذي يمثل بأنه المفكر والمثقف، وآخر تقمص دور الإعلامي المشهور، شخصية واحدة في هذه المسرحية الهزلية كانت حقيقية، تلك الفتاة التي جلست "تبتسم وترمش" على طاولة جانبية مقابلة لهدف "شخص يمثل بأنه غني" وضعته في مرمى  مفاتنها، كانت الحفلة التنكرية تصل أوج تملّقها عند دخول شخصية كبيرة "ثقل نوعي في البلاد"! 
شاهدنا هذه المسرحية مراراً، في القهوة، في العمل، في صالات الاجتماعات، والمعارض والمؤتمرات.. كنا نعلم مسبقاً أن حال الجميع "مزري" فهذه الحرب لم تبقِ على عقل سليم "مني و جرّ" الواقع المرير فرض نفسه على الجميع، الممثلون كثر، والمسرحية كبيرة.
هذه المسرحية بتناقضاتها، وكوارثها، وتمثيلياتها، وتبعاتها على حياتك، سيجعلك تصل لمرحلة عدم التفكير، لأن المزيد منه
 سوف يقتلك، لا شيء يعجبك، أنت فقط تحاول الاستمرار، ساخراً أحياناً، حزيناً أحياناً، لا تشعر بشيء.. 
الاستمرار في هذه الزمن "المأزوم" هو إنجاز.. هو سفر دائم، هي قصة رواها لنا محمود درويش بأسطر قليلة لكنها معبرة عن واقع حالنا السابق والراهن وربما القادم: 
(يقول مسافرٌ في الباص.. لاشيء يعجبني.. لا الراديو ولا صحف الصباح.. ولا القلاع على التلال.. أريد أن أبكي..
يقول السائق: انتظر الوصول إلى المحطة، وابكِ وحدك ما استطعت.. 
تقول سيدة: أنا أيضاً لاشيء يعجبني، دللت ابني على قبري فأعجبه ونام ولم يودعني..
يقول الجامعي: ولا أنا، لاشيء يعجبني، درست الأركولوجيا دون أن أجد الهوية في الحجارة، هل أنا حقا أنا.. 
ويقول جندي: أنا أيضاً لاشيء يعجبني، أحاصر دائما شبحاً.. يحاصرني..
يقول السائق العصبي: ها نحن اقتربنا من محطتنا الأخيرة فاستعدوا للنزول..
فيصرخون: نريد ما بعد المحطة... فانطلق.. 
أما أنا فأقول: أنزلني هنا، أنا مثلهم لاشيء يعجبني، ولكنني تعبت السفر..)

وسيم سليمان

الأربعاء، 25 أبريل 2018

عنترة مازال بداخلنا...


دخل إلى منزله مسرعاً، نسي خلع ملابسه، جلس على الطاولة، كان فنجان القهوة ساخناً جداً كحماسه، فاليوم يحتفل العالم بعيد المرأة،فتح اللابتوب وبدأ بتصفح المباركات والمنشورات بهذا اليوم الجميل..
رفع فنجان القهوة وقرأ منشور جاره، كان قد بارك بهذا اليوم لأمه (أمي أنت سبب وجودي وسعادتي، أنت فقط من تستحق العيد في هذا اليوم الجميل) ابتسم ساخراً عندما تذكر أن جاره نفسه قد "رفس" الباب في وجه أمه عندما طلبت منه رمي القمامة.
ابن عمته أيضاً كان له منشور جميل استخلصه من كتاب نزار قباني "قصتي مع الشعر" عندما تحدث الشاعر الشهير عن اخته ( في تاريخ أسرتنا حادثة استشهاد سببها العشق. الشهيدة هي أختي الكبرى "وصال" قتلت نفسها بكل بساطة وشاعرية منقطعة النظير، لأنها لم تستطع أن تتزوج بحبيبها...) دخلت القهوة فجأة إلى مجرى التنفس، وأخذ بالسعال، فابن عمته جرّ أخته من شعرها عندما شاهدها تتحدث مع حبيبها أمام المنزلهم، لكنها اليوم بعد أن تزوجت تنفق عليه، لأنه بقي إلى هذه اللحظة بلا عمل!
أشعل السيجارة الثانية، شعر بالجوع، فهو قد عاد للتو مع زوجته من العمل .. تابع القراءة ... لفت نظره ما كتبه صديقه المحامي (تميّز قوانين الأحوال الشخصية العربية الذكر عن الأنثى في قدرته على الزواج بأكثر من امرأة، لذلك تعترض الدول العربية على المادة 16 في اتفاقية سيداو... وهو أمر مخزي .. الخ ) ضحك بصوت مرتفع، كان قد أخبره صديقه بأنه تزوج سراً من أخرى، وأنه يتغزل بالأولى على الفيسبوك عندما تراودها الشكوك.. فعلق على منشوره ساخرا "هل بدأت الشكوك؟"
مع فنجان القهوة الثاني كن قد تصفح الكثير من المنشورات " المنمقة " عن المرأة، لكنه توقف طويلاً عند منشور تحدث عن رجل قام بتصوير نفسه "فيديو مباشر" بعد أن قتل زوجته، كان هناك آلاف التعليقات، الكثير منها يشتم القاتل، لكنه علق بسخرية "شو عَرّفنا شو بتكون عاملة؟" لتنهال عليه عشرات الردود من نساء "انتوا مارح تتغيروا؟ ... ليش مافي محكمة بتحاسبها إذا غلطانة؟ ... الخ" ويدخل في جدل "بيزنطي" ... هرب منه بحذف تعليقه.
انتقلت إليه عدوى "مرض الفيسبوك" فهي أسرع من الملاريا عندما تجعل من الجاهل كاتب ومن الاستعراضي إعلامي .. قال في نفسه؛ يجب أن أكتب شيئا في هذه المناسبة، ركّز أفكاره، أحرق ثلاث سجائر مع كوب القهوة في محاولة استحضار الكلمات وكتب: "إلى ملهمتي وأم أطفالي وشريكتي في هذه الحياة .. زوجتي الغالية .. حبي لك يطاردني .. كما طارد حب عبلة .. عنترة في البادية  "   فجأة بدأت معدته بإصدار الأصوات، كانت قد فرغت تماما، أطفأ سيجارته الأخيرة ببقايا الفنجان ، أزاح الكرسي بقوة ووقف صارخاً: (وين الأكل يامرا ؟ يقطع عمرك شو بليدة )

وسيم سليمان - مجلة سارة - العدد 13 نيسان 2018

الأحد، 11 فبراير 2018

العبء الثقيل ... وسيم سليمان - بنات أفكاري

الشغلة يلي اخدتها معي لحتى تسليني تحولت لعبء كبير... صرت فكر فيها طول الطريق وانا راجع من الدوام ، صرت حسها تقيلة كتير مع انها خفيفة.. ماني قادر اتخلص منها، المبادئ يلي تعلمتها بموسكو لاحقتي لليوم ، بحياتي مابنسى نظرات الناس هنيك اذا عملت هالعملة !!

حاولت طول الطريق اتخلص من هالهم ماقدرت... صرت حسها مصيبة ! قاومت كتير لازم ضل على المعتقدات يلي تربيت عليا بطفولتي .. تشنجت ايدي منها الي زمان ماسكها صار لازم حطلها حد ... اطلعت حواليي ماشفت حدا .. عملت حالي ماشي "طبيعي" .. لحتى صرت حد الرصيف .. كبيتها وبعدت بسرعة .. بهاللحظة حسيت حالي بلا مبادئ .. كبيت كلشي واري .. منظومتي الأخلاقية انكبت بهالحظة .. عملت حالي عم العب بالموبايل .. منشان اهرب من عيون الناس يلي أكلتني بروسيا لما كبيت كيس "الماروجنا" حاولت اعمل حالي مو مهتم ومو هاممني لحتى وصلت عالشيخ سعد .. صرت واسي حالي بكياس الوسخ والشاورما والدخان يلي عالارض !! صرت حاكي حالي؛ (اي في كتير متلك مانك الوحيد... اي هيي كاسة شاي .. وكرتون كمان .... بس تشتي "بتش" بعدين طول الطريق مالقيت حاوية .. حاج جحشنة.. فهمنا )
فجأة وانا ماشي رجعت 5 سنين لورا ... وصلت لعند محل اشتريت منو أنا وأخي هدية لماما بعيد الأم..."ميكرويف" وقتها قالت وهي عم تضحك؛ هي هدية الي ولا ألكن؟ .. وفعلا من يومها مافات علىه غير الاندومي والاكل المجمد الخالي من "الطعمة"....
قطعتلي سلسلة الذكريات علبة دخان انرمت قدامي على الرصيف .. درت وشي.. لقيت شب عم يعتذر مني .."آسف .. آسف .. موقدصي " قلتلو لاتعتذر مني .. اعتذر من الزبال يلي رح يلمها بكرا وراك ....
سمعت صوت "مسبة" عملت حالي مو سمعان "اي انا متلو من شوي كبيت كاسة كرتون" احسن شي كمل مهرولاً الى المنزل الكهربا مقطوعه!! اي احسن الشخص يلي عامل هيك لازم يفوت على حارتو بدون ماحدا يشوفو ...
.
بنات أفكاري  10-شباط/فبراير -2015

السبت، 27 يناير 2018

قلوب الطين ..................... وسيم سليمان - مجلة سارة

هذه السطور لا ترسم حالة كنت قد شعرت بها بشكل مباشر، فهناك حالات نشعر بها في حياتنا اليومية لكن لا تستطيع توصيفها بدقة أو وضعها في إطار محدد لكي تُدرس، في حال وجودها، ربما لأنها حالات نادرة الحدوث، أو لأنها حالات تتعلق بالمشاعر، والمشاعر شيء صعب القياس والتوصيف، وأحيانا صعب الشرح والتفسير.
كثير من الاحيان تواجهنا مشاكل نفسية، ناتجة عن تراكم غبار الحياة في تلافيق عقولنا، فلا يخلو شخص منا من مشكلة نفسية، وهنا لا تنطبق القاعدة "كل تعميم خاطئ حتى تعميمي هذا " طبعا من وجهة نظري فقط على الأقل.
ترافق أغلب العلاقات العاطفية حالات نفسية متقلبة وعنيفة، يشبهها الجميع بشهر "تشرين"، أو هي الحالة التي عَنونت بها "أحلام مستغانمي" روايتها "فوضى الحواس"  حالة نادرا ما يتحملها القساة، الذين اعتادو على نمط محدد في حياتهم، فقدرة التأقلم لدى المشاعر القاسية تكون منخفضة جدا بشكل يمكن أن يشابه مثيلاتها من العناصر الفيزيائية، وقد أشارت إليها مستغانمي بعبارتها " من الاسهل علينا تقبل موت من نحب على تقبل فكرة فقدانه واكتشاف ان بامكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها من دوننا"
 وبالعكس تكون القدرة على التأقلم والتمايل لدى أصحاب القلوب الرقيقة أكبر بكثير، فهي تشبه "الطين" قادرة على تحمل الصدمات وامتصاصها، لديها القدرة على تغيير شكلها، تأخذ شكل الشريك أحيانا، أو قادرة على أن تأخذ شكلا يمكن أن يرضي الشريك.
هذه القلوب قادرة على الاستمرار والتكيف والنجاح في جميع العلاقات تقريبا، ولا تقتصر الأمور على العلاقات العاطفية، فالعمل يحتاج يداً من حديد وقلباً من طين، خصوصاً في الحالات المشابهة للحالة التي عاش بها المجتمع السوري في الفترة الأخيرة.
قلوب الطين يمكنك مشاهدتها لدى أسرة استمرت فيها العلاقة الزوجية فترة طويلة، سترى العادات قد تشابهت بين الشريكين، طقوس الحياة، طريقة الكلام، حتى يمكنك أن تلاحظ الشبه قد انتقل كالعدوى إلى تقاسيم وجوههم أيضاً.
قلوب الطين حيّة سريعة التأقلم لا تقف عند الجراح، قادرة على النسيان لتبدأ بالضحك من الأشياء التي بكت بسببها يوماً، فهي كما قال عنها جبران خليل جبران؛ "ماتلبث أن تنشد أغنية بين القلوب الفرحة " تتألم لكن سريعة التعافي، ربما تجف بسبب علاقة قاسية تشوبها الماديات وتلوث الحياة، تتشقق كالأرض الجافة وتنكسر وتبكي بغزارة، لكن دموعها تعيد للطين الحياة من جديد، فالحقول التي لا تروى بالدموع لا تثمر أبداً.
قلوب الطين سريعة البكاء، حساسيتها عالية للمطر، تقرأ العيون، قليلة الكلام وسريعة الإدراك، يصفها البعض "طيبة قلب" ويسخر ونها البعض الآخر، لذلك إذا شعرت بأن أحدهم قلبه "طيب" لا تستخف بقدرته، بل احترم مقدرته التي وصفها شمس التبريزي بكلمته؛
" عندما أخبرته أن قلبي من طين .. سخر مني .. لأن قلبه من حديد
قريبا ستمطر .. سيزهر قلبي .. وسيصدأ قلبه "  

وسيم سليمان - مجلة سارة - العدد 12 - شباط 2018 

الأحد، 7 يناير 2018

قصة التطوير الإداري ... في العالم العربي ...

كان هناك نملة مجتهدة
تتجه كل صباح إلى عملها بنشاط وهمة فتنتج الكثير
ولما رآها النمر تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف
قال لنفسه:
"إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد فكيف سيكون إنتاجها
لو عينت لها مشرفاً؟
فقام بتوظيف الصرصار مشرفاً عاماً
على أداء النملة ً
فكان أول قرار له هو
١- وضع نظام للحضور والانصراف
٢- توظيف سكرتيرة لكتابة التقارير
٣- عين العنكبوت لإدارة الإرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية
إبتهج النمر بتقارير الصرصار وطلب تطوير التقارير بإدراج :
أ. رسوم بيانية
ب. تحليل المعطيات
لعرضها في إجتماع مجلس الإدارة
فاشترى الصرصار
١. جهاز كمبيوتر
٢. طابعة ليزر
٣. عيَّن الذبابة
مسؤولة عن قسم نظم المعلومات
كرهت النملة المجتهدة
كثرة الجوانب الإدارية والاجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود
وعندما شعر النمر بوجود مشكلة في الأداء قرر
١. تغيير آلية العمل في القسم
٢. تعيين الجرادة لخبرتها في التطوير الإداري
فكان أول قرارات الجرادة
١. شراء أثاث جديد
٢. شراء سجاد وشاشات تلفاز للمكاتب
٣. تم تعين مساعداً شخصياً لمساعدتها في وضع الإستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية
وبعد أن راجع النمر تكلفة التشغيل وجد أن من الضروري تقليص النفقات وتحقيقاً لهذا الهدف عيّن البومة مستشاراً مالياً
وبعد أن درست البومة الوضع رفعت تقريرها إلى النمر توصلت فيه إلى أن القسم يعاني من تكدس العمالة الزائدة.
فقرر النمر فصل النمله ...

بعض من مشاكل الواقع الاداري في بلداننا العربية ... وسيم سليمان

الجميع يحاضر بأهمية نظافة الحي .. ولم يحاول أحد التقاط وسخة.
هذا هو الواقع الاداري في سورية.
عندما يعينون من هم بلا جدارة، يواجهونا بحجة؛ ان هذا المكان لايحتاج الى شهادة بل الى خبرة! وعندما تريدون تعيين صديق لكم تسبقه حملة تروج واسعة لانجازاته الهلامية برغم معرفتنا لتاريخه النضالي العريق في "الفساد"
عندما تريدون تعيين مدير؛ تبحثون بين الرؤوس التي رشتكم بطيب الكلام و الطعام، ولا تحاولون ابدا البحث عن من عمل بصمت وضحى بحياته بين كل هذا الركام .
لكل منكم مشروعه الإداري العظيم، يتغير مع تغيركم، تسوقه مصالحكم، وما نحن الا فئران تجارب في مختبراتكم.
لكن علينا الاعتراف هنا بأننا في المرتبة الاولى عالميا في تحمل جميع انواع عقاقيركم ومساحيقكم ..
وسيم سليمان  #بنات_أفكاري

مطر دمشقي .. في الأزمة السورية ... وسيم سليمان

اليوم كنت حابب أمشي .. حالة مابعد المطر بتغريني كتير.. كيف إذا كانت الساعة 8 باليل؟؟ ... حاولت استعين بصديق ... فقسني ....مشيت لحالي
الظاهر كنت بحاجة اني أمشي لحالي ..

قررت غني بصوت عالي بغض النظر عن الناس ... غنيت مع انو صوتي غليظ مريت من حد المدينة الجامعية "محل مابيقعدوا العشاق" كان "العبط " شغال كملت غني وتقصدت علي صوتي حدن .. الكل صار يضحك .. عجبتني هالحالة "اني عم ضحك حدا" ... والي عجبني أكثر حالة العشق يلي عم يعيشوها ...
.
قعدت عالرصيف طلع معي فكرة: سبب الأزمة يلي عم نمر فيها انو نحنا بعّدنا عن الأرض بالمعنى المادي للكلمة .. نحنا بحاجة انو نلعب بالتراب وبالحجار أكتر متل أيام طفولتنا .. نحنا بحاجة انو يكون في نهر ولو صغير أو ساقية نزت حالنا فيها ونغوص بأعماقها .. نحنا بحاجة شوية ضياع بالبرية بلكي منلاقي أنفسنا.. نحنا بحاجة لنتسطح على هالأرض ونصفن بالسما ونراقب .. كل هالأشيا كنا نعملها ونحنا أطفال .. لهيك كان إنتمائنا لهالأرض أكبر وأعمق وأرسخ ... كملت باتجاه الشيخ سعد "نتفت" سندويشة فلافل ساطحتني حالياً بالفرشة . #وسيم_سليمان
.

السبت، 6 يناير 2018

حكني واربح .... وسيم سليمان - مجلة سارة

وسيم سليمان - مجلة سارة

ملح آدم المطعم بالسكر ...... وسيم سليمان - مجلة سارة

وسيم سليمان - مجلة سارة  - العدد 10 حزيران 2017

خلقها الله ... وما كسر القالب ! .... وسيم سليمان - مجلة سارة


وسيم سليمان  - مجلة سارة 

لعنة الأماكن .... وسيم سليمان - مجلة سارة

وسيم سليمان - مجلة سارة  العدد 8  - تشرين الأول 2016

قلوب تائهة .. و .. أرواح تتلاقى .......... وسيم سليمان - مجلة سارة

أشياء كثيرة في هذه الحياة لا يمكن إدراكها بالعقل، فليس كل ما يحدث في هذا العالم مرتبط بالمنطق، أو بحدود معرفتنا الصغيرة لمعادلات الوجود، هناك اشاء خارجة عن قوانين الطبيعة ترتبط باللاماديات أكثر من ارتباطها بالأشياء والأجساد..
العلاقات البشرية ترتبط بالأرواح ومعادلاتها لا يمكن ادراكها بسهولة .. كما ترتبط هذه العلاقات بأشخاص لهم في حياتنا تأثير كبير، هؤلاء لا يمكن إلا أن يكون ارتباطهم بأرواحنا حصراً ، والأرواح باعتبارها جزء من صيرورة الحياة لابد أنها ترتبط أيضا بتسلسل ودورة هذا الكون ..فالحياة والموت .. الحب والكراهية .. الوجود او العدم معادلات متطابقة .. تكتسب مقدرتها وقوتها من دورة الحياة والكون .. .


الحب ينبثق بطبيعته من الروح حصراً .. يتخطى الماديات .. أسمى بالمرتبة .. هو ما يجعل العلاقات المبنية عليه تتخطى بأحيان كثيرة المنطق والعقل، أحيانا بتصرفاتنا مع الشريك .. وأحياناً أخرى بأحداث تجري من حولنا ترتبط به.
ابرز اللحظات التي يمكن أن تجعلك تشعر بارتباط هذه العلاقة بالروح وقدرتها الفائقة أحيانا هو لحظة الفراق، الفراق في العلاقات يشبه الموت .. يتشاطر معه الكثير من الصفات، الحزن .. الألم .. لكن أبرزها بقاء الروح تدور في فلك شريكها فترة من الزمن .. أمر يعطيها القدرة على الشعور بوجود شريكها بوقت محدد في مكان ما على أقل تقدير هذه الحالة لاتحدث لفترة طويلة، هي حالة مؤقتة.... يقال أن روح الانسان عندما تغادر الجسد تبقى حوله فترة قصيرة ربما " 24 " ساعة أو اسبوع او أكثر ، تبقى تدور في أماكن صاحبها ، منزله ، حيه السكني ، الطرقات.. كذلك هي الأرواح المفترقة تبقى لفترة من الزمن تدور في فلك محدد.
لا أعلم إن كانت هذه النظرية صحيحة بضعفها .. لكن هذه الحالة هي ذاتها التي انتابتني عندما مررت بساحة الأمويين ذات يوم وشعرت بأنها قريبة، وقفت قليلاً بجانب الرصيف، التقط صورة لكسب الوقت ... علمت لاحقاً بأنها كانت هناك.. وذات الحالة انتابتني في ساحة المحافظة، لم أكترث وقتها لصفارة شرطي السير كان شعوري أقوى من أن يجعلني اسمعه وعلمت بأنها كانت هناك..
دوران الروح في فلك أخرى لايستمر، كما الروح التي تغادر الجسد .. تغادر بعد ايام لتنتقل إلى مكان آخر وولادة جديدة ، كتاب الأبعاد كان قد تحدث عن ولادات وأكوان متعددة تمر بها الروح من الرحم إلى الأرض ثم إلى السماء وأخيرا إلى الكون، وكذلك العلاقات ربما بنهايتها تنتقل بنا إلى كون آخر وحياة أخرى ..
مرت سنة 2016 بتجارب كثيرة ربما هي الأقسى .. منها ما هو جميل ومنها ما هو حزين ، لكن كل الأشياء القاسية المعتّقة بضجيج هذه الحرب، بدت للحظة بسيطة عندما وقفت في المشفى بجانب صديق عزيز فجع باخته، رغم اخفائي انفعالي لكنه كان أقوى مني .. مرت هذه اللحظات كعاصفة خلطت أحشائي من الداخل، لكن روحها المتواجدة في المكان كانت قد أدخلت السكينة إلينا.. او ربما توهمت ذلك عندما نظرت الى السماء .. راجيا انها انتقلت بسلام إلى عالم أجمل من عالمنا المجنون.. علَّ ماقاله هيراكليتوس يكون صحيحاً : "ان الأشياء الباردة ستصبح دافئة والدافئة ستبرد والرطبة ستصبح جافة والجافة ستترطب والخالدون سيزولون والزائلون سيصبحون خالدون وسيعيشون بموت الآخرين ويموتون بحياة الآخرين" ..

وسيم سليمان - مجلة سارة 

المرأة العنكبوت...في صندوق الرجل المغلق! - وسيم سليمان - مجلة سارة


يعجز الانسان عن الاستمرار في التمثيل فترة طويلة بعد الزواج، فيعود للتصرف على طبيعته، مسبباً أغلب الأحيان خللاً في العلاقة، فيظن الطرف الآخر أن الشريك قد تغير، فتحدث مشكلة، تصل أحياناً حد الانفصال. السبب الأساسي وراء ذلك هو أن الرجل بحاجة لأن يتصرف وفق طبيعته كرجل، كما تحتاج المرأة أن تتصرف وفق طبيعتها كامرأة، ومن الخطأ أن ينكر احدهما على الآخر هذا الحق، هذه الطبيعة ناتجة عن الشكل المنطقي الذي يتخذه كل من عقل المرأة والرجل

ضغط العمل الذي يمكن أن تتحمله المرأة كبير جداً ،يفوق قدرة الرجل، فلديها القدرة على تنفيذ عدة مهام في وقت واحد، وهذا ناتج عن طبيعة عقلها والذي يعمل على شكل شبكة عنكبوتية متقاطعة نشيطة دائما توزع المهام المتعددة وينفذها في وقت واحد وبشكل مستمر، وبالتالي فهي يمكن أن تطبخ وترضع صغيرها وتتحدث في التليفون وتشاهد مسلسلاً في وقت واحد، كما أنها يمكن أن تنتقل من حالة إلى حالة بسرعة ودقة ودون خسائر كبيرة، فتراها تتحدث عما فعلته بها جارتها والمسلسل التركي وما قالته لها حماتها ومستوى الأولاد الدراسي ولون ومواصفات الفستان الذي سترتديه في حفلة الغد، ورأيها في الحلقة الأخيرة لمسلسل ما، وعدد البيضات في "الكيكة" ضمن مكالمة تليفونية واحدة، أو ربما في جملة واحدة بسلاسة متناهية، وبدون أي إرهاق عقلي، وهو ما لا يستطيعه أكثر الرجال احترافاً وتدريباً.  
والأخطر أن هذه الشبكة المتناهية التعقيد تعمل دائماً، ولا تتوقف عن العمل حتى أثناء النوم، ولذلك نجد أحلام المرأة أكثر تفصيلاً من أحلام الرجال
عقل الرجل لايستطيع التشعب فهو يوزع المهام على قوالب صندوقية محكمة الإغلاق ومنفصلة عن بعضها. . 
فإذا أراد الرجل تنفيذ مهمة، فإنه يذهب إلى الصندوق المخصص ويفتحه ويركز فيه، وعندما يكون داخل هذا الصندوق فإنه لا يرى شيئاً خارجه. وإذا انتهى منه أغلقه بإحكام ثم شرع في فتح صندوق آخر وهكذا، وهو ما يفسر أن الرجل عندما يكون في عمله، فإنه لا ينشغل كثيراً بما تقوله زوجته عما حدث للأولاد، وإذا كان يصلح سيارته فهو أقل اهتماماً بما يحدث في العمل، وعندما يشاهد مباراة لكرة القدم ربما لن يسمع زوجته تناديه
فروقات جوهرية لاتظهر بشكل مباشر بعد الزواج، لكن مع مرور الوقت يبدأ الطرفان تحسسها وملاحظتها، لذلك من الضروري جداً إدراكها وتفهمها، ومراعاة ميزات كل طرف وسلبياته، فالمرأة المنشغلة بمهام متعددة، يجب على زوجها مراعاة عدم الدقة أو الحرفية بتنفيذ المهام، لذلك إذا شعرت بإقياء أثناء تناولك وجبة الغداء، لاتجب على سؤالها إلا بعبارة واحدة (مذاق رائع) ولا مانع من (هل وضعت اصبعك في الطنجرة) فمن الضروري جداً أن توسع صندوقك المغلق ليحتوي المرأة العنكبوت بجميع تشعباتها. وإذا لاحظت أن زوجك أتى إلى المنزل بوجه عبوس، حاولي الابتسام قدر الامكان، فطاقة التركيز الكبيرة التي يصرفها الرجل في العمل عالية جداً، لانها يجب أن تنهض باعباء الاسرة ومستقبلها في أغلب الأحيان، لذلك من الضروري أن تدخلي بذكائك العنكبوتي داخل صندوق الرجل المغلق.


وسيم سليمان  - مجلة سارة - العدد 6 شباط 2016

الخميس، 4 يناير 2018

حواء ولعنة التفاحة .. - وسيم سليمان - مقال في مجلة سارة



لعنة التفاحة على حواء    وسيم سليمان - مقال في مجلة سارة

منذ بدء تشكل إدراكنا العقلي كأطفال ومحاولة فهم العالم من حولنا، يدخل علينا معلم الديانة بقصة "التفاحة" وكيف أغوى الشيطان حواء والتي بدورها اغوت آدم ليقطف التفاحة والأزمة الدبلوماسية الناجمة عن عملية القطاف.. قطاف لم نصل به أبدا كأطفال أو كبار لمعرفة حقيقة لاتدرك .. وان ادركت دلائل عليها تظل دائما مبهمة صعبة المنال للكثر .
فكيف يكمن أن تبدأ البشرية بتفاحة مقطوفة!  ولماذا كانت دائماً حواء سبب المشكلة؟ فهي من قطف التفاحة وهي سبب الخلاف بين هابيل وقابيل.. الخ.. تعود هذه التفسيرات الى اختلافنا في رؤية وقراءة كتاب الله الذي أُنزل للناس كافة واحتوى على عدة مستوياتٍ من المعاني .. فإذا أردنا فهم قصة قابيل وهابيل على انها تنافس على أنثى نكون قد ابتعدنا كثيرا في الفهم، فهي في مستوياتٍ أعلى أكثر ترميزاً وأشمل بالمعنى من أن تكون دلالة على أشخاصٍ بشريين محددين. وهنا لا يمكن لاحد في الكون أن يصل الحقيقة، فالحقيقة المطلقة ملك لله عز وجل أما نحن كبشر نحاول ملامستها فقط تتحدث آيات القرآن الكريم عن إبني آدم عليه السلام .. فإذا ذهبت في الفهم إلى آدم ( كشخص ) فإنك لن تصل إلا إلى الأشخاص .. و إذا ذهبت إلى فهم آدم ( كجنسٍ بشري ) فإنك بذلك تقترب من المعاني العليا في فهم الكتاب .. آدم عليه السلام .. البشري الأول ( العاقل ) .. و هي تجسد حقيقة فكرة الهبوط من ( الجنّة ) إلى العقل اصطفاءً من بين مجموعة من البشريين القدامى ( غير العاقلين ) . وذلك هو الفهم الموضوعي الوحيد للآية ( إن الله اصطفى آدم ) وهي الأمانه التي أبت الجبال حملها وحملها هو في قوله تعالى ( وحملها الإنسان) فإذاً .. آدم هو رمزٌ للعقل البشري البدائي الأول .. و هو بنوعين النوع الأول .. العقل الايجابي .. الابداعي .. العاطفي .. المحب .. المعطاء .. وأداته الدماغية هي الفص الأيمن من الدماغ .. و عينه اليسرى . و النوع الثاني: العقل الحسابي ، المنطقي ، العلمي المجرد من العاطفة ، وأداته الدماغية هي الفصّ الأيسر من الدماغ .. و عينه اليمنى . علمياً .. ينقسم البشر اليوم على كثرتهم إلى هذين النمطين من التفكير بغض النظر عن كونهم رجالاً أو نساء .. النصف يفكر بفص دماغه الأيمن ( هابيل ) , و النصف يفكر بنصف دماغه الأيسر ( قابيل ) ...الدلالة الرمزية هنا تقوم على فكرة العطاء من أجل الأخذ .. بمعنى عبادة التجّار .. أو ما يسمى في عصرنا بالعمليّة .. يعطي ليأخذ .. و بالمعنى الديني .. من عبد ربّه أي تقرّب بقربان .. سواء كان صلاة أو غيرها من العبادات خوفاً من ناره أو طمعاً في جنته فقربانه ( مرفوض ) .. و تلك هي السفيانية لذلك لم يتقبل الله قربان ( قابيل)  و تقبل الله قربان ( هابيل ) لأن الدلالة الرمزيّة في هذه الحالة تشير إلى فكرة العطاء حبّاً دون طمعٍ برد ذلك العطاء .. وبالمعنى الديني .. من قدم قربانه .. تقرّباً من ربه بغاية إيصال مشاعر الحب .. تقبّل منه قربانه .. حباً خالصاً .. لا خوفاً من نارٍ و لا طمعاً في جنة ..... فقربانه ( مقبول ) .. و تلك شيمة أهل البيت (يؤثرون على أنفسهم) وإذا عدنا الى الآية (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء) نلاحظ أن الجميع قد خلق من "نفس" واحدة اي آدم "الإنسان" وخلق منها زوجها من نفس الجسد والروح والتي بالتالي أوجدت "ذكراً وأنثى، وهنا لايوجد فرق بالتفكير أو المرتبة بين الرجل والمرأة، فالتفاحة التي قطفتها حواء أيها الإنسان هي من جعلك تفكر الآن .

وسيم سليمان - مجلة سارة