الخميس، 4 يناير 2018

حواء ولعنة التفاحة .. - وسيم سليمان - مقال في مجلة سارة



لعنة التفاحة على حواء    وسيم سليمان - مقال في مجلة سارة

منذ بدء تشكل إدراكنا العقلي كأطفال ومحاولة فهم العالم من حولنا، يدخل علينا معلم الديانة بقصة "التفاحة" وكيف أغوى الشيطان حواء والتي بدورها اغوت آدم ليقطف التفاحة والأزمة الدبلوماسية الناجمة عن عملية القطاف.. قطاف لم نصل به أبدا كأطفال أو كبار لمعرفة حقيقة لاتدرك .. وان ادركت دلائل عليها تظل دائما مبهمة صعبة المنال للكثر .
فكيف يكمن أن تبدأ البشرية بتفاحة مقطوفة!  ولماذا كانت دائماً حواء سبب المشكلة؟ فهي من قطف التفاحة وهي سبب الخلاف بين هابيل وقابيل.. الخ.. تعود هذه التفسيرات الى اختلافنا في رؤية وقراءة كتاب الله الذي أُنزل للناس كافة واحتوى على عدة مستوياتٍ من المعاني .. فإذا أردنا فهم قصة قابيل وهابيل على انها تنافس على أنثى نكون قد ابتعدنا كثيرا في الفهم، فهي في مستوياتٍ أعلى أكثر ترميزاً وأشمل بالمعنى من أن تكون دلالة على أشخاصٍ بشريين محددين. وهنا لا يمكن لاحد في الكون أن يصل الحقيقة، فالحقيقة المطلقة ملك لله عز وجل أما نحن كبشر نحاول ملامستها فقط تتحدث آيات القرآن الكريم عن إبني آدم عليه السلام .. فإذا ذهبت في الفهم إلى آدم ( كشخص ) فإنك لن تصل إلا إلى الأشخاص .. و إذا ذهبت إلى فهم آدم ( كجنسٍ بشري ) فإنك بذلك تقترب من المعاني العليا في فهم الكتاب .. آدم عليه السلام .. البشري الأول ( العاقل ) .. و هي تجسد حقيقة فكرة الهبوط من ( الجنّة ) إلى العقل اصطفاءً من بين مجموعة من البشريين القدامى ( غير العاقلين ) . وذلك هو الفهم الموضوعي الوحيد للآية ( إن الله اصطفى آدم ) وهي الأمانه التي أبت الجبال حملها وحملها هو في قوله تعالى ( وحملها الإنسان) فإذاً .. آدم هو رمزٌ للعقل البشري البدائي الأول .. و هو بنوعين النوع الأول .. العقل الايجابي .. الابداعي .. العاطفي .. المحب .. المعطاء .. وأداته الدماغية هي الفص الأيمن من الدماغ .. و عينه اليسرى . و النوع الثاني: العقل الحسابي ، المنطقي ، العلمي المجرد من العاطفة ، وأداته الدماغية هي الفصّ الأيسر من الدماغ .. و عينه اليمنى . علمياً .. ينقسم البشر اليوم على كثرتهم إلى هذين النمطين من التفكير بغض النظر عن كونهم رجالاً أو نساء .. النصف يفكر بفص دماغه الأيمن ( هابيل ) , و النصف يفكر بنصف دماغه الأيسر ( قابيل ) ...الدلالة الرمزية هنا تقوم على فكرة العطاء من أجل الأخذ .. بمعنى عبادة التجّار .. أو ما يسمى في عصرنا بالعمليّة .. يعطي ليأخذ .. و بالمعنى الديني .. من عبد ربّه أي تقرّب بقربان .. سواء كان صلاة أو غيرها من العبادات خوفاً من ناره أو طمعاً في جنته فقربانه ( مرفوض ) .. و تلك هي السفيانية لذلك لم يتقبل الله قربان ( قابيل)  و تقبل الله قربان ( هابيل ) لأن الدلالة الرمزيّة في هذه الحالة تشير إلى فكرة العطاء حبّاً دون طمعٍ برد ذلك العطاء .. وبالمعنى الديني .. من قدم قربانه .. تقرّباً من ربه بغاية إيصال مشاعر الحب .. تقبّل منه قربانه .. حباً خالصاً .. لا خوفاً من نارٍ و لا طمعاً في جنة ..... فقربانه ( مقبول ) .. و تلك شيمة أهل البيت (يؤثرون على أنفسهم) وإذا عدنا الى الآية (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء) نلاحظ أن الجميع قد خلق من "نفس" واحدة اي آدم "الإنسان" وخلق منها زوجها من نفس الجسد والروح والتي بالتالي أوجدت "ذكراً وأنثى، وهنا لايوجد فرق بالتفكير أو المرتبة بين الرجل والمرأة، فالتفاحة التي قطفتها حواء أيها الإنسان هي من جعلك تفكر الآن .

وسيم سليمان - مجلة سارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق