السبت، 5 أغسطس 2017

نساء الأنقاض في المانيا .. النهوض بالمجتمع والبدء بالبناء

استسلمت المانيا للحلفاء عام 1945 كانت حطام دولة، حالة احباط وانهيار تام، 5 مليون معتقل، 10 مليون قتيل، مدن كاملة سويت بالأرض، كان هناك حوالي 3,5 مليون منزل مهدم أي ما يعادل 400 مليون متر مكعب.، الشعب عبارة عن نساء، انتشرت فكرة الانتحار، ثم تلاها فكرة النهوض من القاع بقيادة النساء، في غياب تام للحكومة.
نادت لويزا شرودر السياسية في الحزب الاشتراكي  بالبناء والتعمير والنهوض بالبلاد وهى إحدى الناجيات من حوادث الإغتصاب.
 
كان النقص الهائل في أعداد الرجال في تلك الفترة هو الدافع والسبب الرئيسي لإنطلاق هذه الحركة ، بالفعل قامت لويزا بجمع النساء وحثهم على المشاركة وأطلقت على هذه الحركة إسم "نساء الانقاض"
 كان الهدف من الحركة هو التخلص من الحطام المكدس بالشوراع، عن طريق استخراج الأحجار السليمة من بين الأنقاض لإعادة استخدامها، وحمل الحطام وتجميعه على هيئة جبال ليتم نقله بعد ذلك خارج المدن، كل هذا بأدوات بسيطة وبدائية للغاية.
في برلين بلغ عدد نساء الأنقاض ( Trümmerfrau) حوالي 60,000 وفي فترة لا تتجاوز الـ 9 أشهر تم تكسير حطام ما يقرب من 18 مليون مبنى، وتحويله إلى 750 ألف متر مكعب من التراب،تم تجميعها على هيئة جبال في كل أنحاء ألمانيا، لا تزال هذه الجبال موجودة حتى الآن وبعضها تحول إلى أماكن استجمام.
 
كانت الفترة من عام 1945الى 1955مرحلة بناء البيوت, بالامل والايمان صنعوا النجاح.
سميت النساء :نساء المباني المحطمة. عام 1954فازت المانيا بكأس العالم و كانت أصابع أقدام اللاعبين تخرج من أحذيتهم المهترئة. الفترة من عام 1955الى 1965كانت مرحلة بناء المصانع، تم استيراد عمال وكتبوا قيم العمل :جدية +أمل. الفترة من 1965الى 1975ظهرت رؤوس الأموال و رجال الاعمال، تكفل كل رجل اعمال بخمسين شابا يدربهم و يعلمهم، بعدها توحدت المانيا من جديد وسقط الجدار واصبحت اقوى اقتصاد اوربي الى الان، كانت مهمة الاعلام بث الامل....

يتوفر في العديد من المدن الكبرى في ألمانيا نصب تذكاري يرمز إلى شخصية أُطلق عليها اسم "امرأة الأنقاض"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق