مرت فترة العشرينات
من العمر بسرعة كبيرة .... تقلبت صفحاتها
كتقلب دفتر طالب في المرحلة الأساسية، لم
يتوقف إلى ما بداخل وريقاته بقدر اهتمامه بتقليبها،
كتاب لن يعرف قيمته حتى يدركه الوقت، ذكريات تُسرق بلمح البصر دون حساب، قصص حب
خالية من المقدمات وحتى من النتائج... بعيدة عن التفكير.. حالة نابعة من مرونة
قلبية أم فكرية "لا أعلم" ربما من اقبال على حياة لم أدرك أنها من الممكن
ان تنتهي ببساطة شديدة في هذه البلاد ..
بدخولي الثلاثين هناك
شيء ما كان قد مات، في العقل، ام في القلب، لا أعلم ... هناك شيء ما يموت بداخلنا
مع مضي كل عقد من عمرنا، ليخلف في أنفسنا أو في تفكيرنا عقد كثيرة يصعب فكها وحل
ألغازها.. اصعبها عقدة القلب.
القلب في هذه
المرحلة مُنغلق، منخفض النبض، ضعيف الاحساس في أغلب الأحيان، منهمك بهموم حياة
الجسد الروتينية...أبعده جهد التفكير عن
العاطفة، لايفتح أبوابه إلا ماندر فلم يعد يخدع بالمظاهر، وإن خدع فهو على يقين
بانها النزوة العابرة التي لن تترك أثراً ..
هذا القلب ان فتح
بابه لشخص ما في هذه المرحلة، لن يخرج بسهولة فالحب لديه توحد مع الذات.. ذات
الآخر التي لن يعتبرها سوى نفسه .. يأتي صاخبا لا يعرف الحواجز أو الحدود، حدوثه
في منصف العمر يجعله حاسماً، حكيماً، لكن ان وقع يحيي ويميت.
دخلت
الثلاثين بارداً...وقد مات بعضي خلف طاولة أو بين الجدران ، اخرج صباحاً لارتشف
قهوتي خالية المشاعر... لأعود ليلاً الى وسادتي بلا أحلام..فبرد المشاعر يقتل كل
إحساس، لكن الشتاء لا يدوم..فتحت نوافذي ، وفي يوم ربيعي فاجأتني جميلة بسؤال؛
ماهو الحب بالنسبة لك؟.... سؤال لم أختبره يوماً .. صدمت لثوان .. نظرت بعينيها
باحثاً عن إجابة سريعة .. مختصرة .. رايت نفسي .. فكان جوابي ... بكلمة واحدة الحب
هو "أنت"
وسيم سليمان
رائعة
ردحذفشكرا
حذف